بقلم د.محمد عبد العزيز
كاتب وباحث اقتصادي ومتخصص في الشئون الأفريقية
أن حريق دور العبادة بسبب زيادة أحمال الكهرباء مثلها مثل حريق المستشفى أو المدرسة كلها حوادث عابرة يمكن أن تحدث بدون أي شبهة جنائية أو أي عمل إرهابي.
ولقد عهدنا طوال الوقت حدوث حرائق للمخازن خاصة قبل نهاية العام المالي في ٣٠ يونيه من كل عام وعهدنا طوال الوقت حدوث حرائق في كل الأماكن خاصة في شهري يوليو وأغسطس من كل عام بسبب إرتفاع درجات الحرارة وزيادة أحمال الكهرباء وعهدنا طوال الوقت أن هناك منصفين من المسلمين والمسيحيين بعيدا عن التطرف والتعصب وعهدنا أن أي حرائق تحدث خاصة في شارع ضيق الجميع يهرع للإنقاذ لأن أبسط حسابات العقل تقول إن عدم السيطرة على الحريق سوف تجعله ينتقل لبقية الشارع وربما المنطقة بالكامل.
لكننا لم نعهد إنكار أي جهود بذلت بصدق لإطفاء الحريق والسيطرة عليه وكأنها لم تكن جهودا مخلصة إنسانيا ووطنيا ، ولأننا لم نعهد الحرائق في دور العبادة وعهدنا أن تكون الحرائق في الشركات والمصالح والمستشفيات كان لذلك أثره في استباق البعض التقرير المبدئي قبل النهائي ليتم رفض كل الأدلة المبدئية بأن الحريق نتيجة ارتفاع الحمل الكهربائي للمولدات وقت عودة تيار الكهرباء والنظر للموضوع بشكل جنائي بحت وأن الحريق حدث عن عمد بناءا على شبهة وحيدة غير منطقية في حدود كل المعطيات الحالية وهذه الشبهة هي أن الحريق حدث في أحد دور العبادة التي يذكر فيها الخالق.
والسبب في ذلك أن الحريق حدث خارج حدود ما تعودنا عليه من منشآت ومؤسسات غير دينية لكن يجب ألا يكون الحكم على الأمور خارج حدود العقل والمنطق أيضا بسبب العاطفة الدينية فليس كل ما يحدث من حادث استثنائي قد تتعرض له أماكن تجمع للمسلمين فقط أو أماكن تجمع للمسيحيين فقط ليس بالضرورة ورائها تدخل إرهابي أو جنائي أو تعصب ضد الآخر ، لذلك فإن ردود فعل بعض غير المنصفين كانت صدمة لي بكل المقاييس ولم نعتاد على مثل هذا التعصب في مصر في الحوادث والأزمات التي توحدنا إنسانيا ووطنيا.
الحريق هو حادث كبير حادث استثنائي نتيجة إرتفاع الحمل الكهربائي للمولدات وليس طعنة من شخص موتور أو رافض للآخر لذلك يجب أن نكون منصفين ونعترف بأن الحوادث يمكن أن تحدث للجميع لأنها ببساطة حوادث وليست حالة من التعصب والإرهاب ضد الآخر لأننا برفضنا للمنطق نخلق حالة من الفوضى الفكرية ليعم الجهل والعاطفة الجمعية التي لا تعرف إلا رفض الآخر ومن ثم خلق دائرة جهنمية من التعصب بين الجانبين.
وللأسف عندما يغيب صوت العقل يظهر التعصب والتطرف من أي جانب ولأي سبب وبعد فترة يصبح التعصب تلقائي بدون أي سبب ، لكي الله يا مصر وحفظك من شرور كل أبنائك قبل شرور أعدائك.
More Stories
مصر والبحرين.. شعب واحد لا شعبين
حال المشجعين في مصر “إنما للصبر حدود”
رحل رمضان ولكن !